حب الخیل عند آل حمید
حب الخیل عند آل حمید
ذلك الإسم العظيم عند العرب وقد جاءت عظمته عندهم لأنه كان هو أهم مخلوق في حياتهم وذلك لأن العرب إستعملوا الخيل في حلهم وترحالهم وفي الحروب وكان ذلك ما قبل الإسلام بكثير وكانت هي الرفيق في السفر والمؤنس في الليل وفي السمر وكانت أغلى من الولد وحتى جاء الإسلام ليرفع من شأن هذا المخلوق وذلك بعد أن ذكره المولى عزوجل في كتابه الحكيم رابطاً المولى عزوجل القوة بها لما تتمتع به الخيل من كر وفر وعدو وسرعة وذكاء منقطع النظير بالنسبة للحيوانات الأخرى لذلك جاء ذكرها على لسان الله عزوجل في كتابه الحكيم قائلاً :"وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"وكذلك أقسم بها الله عزوجل في الأية وقال تعالى :{والعاديات ضبحاً، فالموريات قدحاً} {فالمغيرات صُبحاً}{فأثرن به نقعاً} {فوسطْن به جمعاً}وهذه سورة العاديات كما وردت في القرآن الكريم ومن هذا المنطلق تجد أن الخيل مرتبط إسمها بالقوة وتعد من الأدوات الرئيسية التي تستعمل في الحرب وكانت في ذلك الزمان بمثابة الدبابة بالنسبة للحروب وكالسيارة بالنسبة للسفر والتنقل والترحال
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الحديث الصحيح ’’ الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، و أهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة ‘‘وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر :’’ من ارتبط فرساً في سبيل الله كان له مثل أجر الصائم والباسط يده بالصدقة مادام ينفق على فرسه ‘‘وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لديه ثمانية أنواع من الخيل إقتناها في حياته وأهتم بها إطاعة لأوامر الله عزوجل .ومن هذا المنطلق أيضاً زاد حب العرب للخيل وأهتموا بها حتى أصبحت وكما قلت أغلى من الأولاد وقد جاء على لسان حكماء وفرسان العرب أن هناك ثلاثة أشياء لا يمكن للعربي الحر إعارتها وهي المرأة والسلاح ’’ السيف ‘‘ والفرس ويقصد هنا الخيل بجنسيها سواء كانت ذكراً أو أنثى وهنا نرى ان الخيل مرتبطة بأهم الأشياء بحياة الرجل العربي فبدونها لا يستطيع الرجل القيام بالحرب وبدون السيف لا يستطيع ركوب الخيل وبدون هؤلاء الإثنين لا يستطيع الرجل العربي حماية شرفه وعرضه إذغً الخيل هي من أهم عناصر حماية الأسرة والمجتمع والأرض في ذلك الزمان وكان العربي يحترم الخيل جداً لأنها كانت تعينه على قضاء الكثير من الهوايات مثل الصيد والفروسية وإن ضاق به الحرب يوما يجد العربيأن يقتل فرسه في الحرب وذلك بعقرها حتى لا يستفيد منها العدو وكان يفضل الفارس الموت مع فرسه وكثير من الخيل تعرف بأن فارسها إذا ما مات لا تتركه بل تقف حوله حتى تموت قربه او تأخذ ولا يستطيع راكب آخر ركوبها مهما طال الزمن والمعروف ان الخيل تأخذ بالثأر لصاحبها من الذي قتله ولو بعد حين وهذا يدل على وفاءها ومن هنا قام شعراء العرب في القديم بالتغني بالخيل عبر أشعارهم وأفضل بيت شعر سمعته قيل في الخيل هو للمتنبي وقد قال فيها :
أعز مكان في الدنى سرج سابح .. وخير جليس في الأنـــــــــــام كتاب
وقال عنترة:
والخيل تعلم حين تضبح .. في حياض الموت ضبحا
وقال آخر:
لست بالتبع اليمــــــــــــــاني .. إن لم تضبح في سواد العراق
ومن هنا ما كان مني إلاّ أن قمت بكتابة هذا البحث عن الخيل لما فيه من اهمية لنا نحن العرب ومعرفة أهم الأشياء عن هذه المخلوقات العجيبة الغريبة . ولشدة إهتمام العرب بالخيل قمت بالتقصي عن سلالات الخيل ليكون هذا البحث وكان ذلك من اهم الأمور التي تأخذ بالحسبان لإقتناء فرس او حصان وكان العرب يعدون لها سجلاً ويعرف به النسب الذي تصل له هذه الخيل ومعرفة من أين جاء نسبها وذلك لأن سلالات الخيل لا تتوقف عند العرب فقط بل أن هناك سلالات كثيرة للخيل كسلالات: الحصان الإنكليزي، والحصان الألمانيّ، والحصان المنغولي، والأميركيّ والروسيّ والأوروبيّ الغربي والشرقيّ والأوستراليّ والإسكندينافيّ ولذلك كان العرب يهتمون بأن تكون هذه الخيل من السلالات العربية وذلك لأن الخيل العربية تعد من أميز الخيول في العالم أجمع لما تتمتع به من صبر وجرأة في الحروب وخفة ورشاقة وذكاء يفوق ما تتمتع به الخيول الأخرى ولذلك أهتم العالم الآخر أيضاً على أن يقتني الخيل العربية لأصالتها وطيب نسبها وقد قام بعض الناس بشراء الخيل العربية بأسعار باهضة تصل إلى ملايين الدولارات في هذه الأيام . مع ان الأهتمام بها أخذ يضمحل مع وجود السيارات ووسائل النقل الأخرى وقد بقي الأهتمام منصب على الفرسان الذين يستعملونها بالسباقات والأمراء الذين يهتمون لأقتناءها للتفاخر بالخيل العربية أما العالم وقد سميت سباقات الخيل برياضة الملوك وذلك لأنها تستنزف الكثير من الأموال ويقول بعض الفرسان والمهتمين بالخيل ان الخيل من أراد الإهتمام بها عليه أن يضحي بالكثير من جهد ومال لأن الخيل تأخذ الكثير من الإهتمام كالوقت والأكل والغسيلومن احب الأكل إلى الخيل هو السكر والشمندر وتعتبر من أهم معلوفاتها الرسمية .عدا عن الشعير والعشب تعتبر الخيل العربية الأصيل من اجمل الخيول الموجودة بالعالم اجمع وذلك ان الخيل لها صفات بالجمال مثل جمال القدمين والرأس والرقبة والبطن والشعر الذي يسمى سبيب الخيل والذيل وطول القامة والسرعة وعرض الصدر وانسيابه وعرض الظهر وكل هذا يدخل في سياق جمال الخيل وهناك أناس يعرفون بالساسة لهم نظرة معينة وثاقبة على أثرها يستطيع السايس تحديد مدى جمال هذه الحصان او الفرس كتحديد جمال المرأة مثلاً .وللخيل أسماء عند العرب إشتهرت بها وتفرع منها مسميات أخرى عند البدو والقبائل العربية ومن هذه الأسماءالكحيلات، العبيات، الصقلاويات ،السودانيات، المعناقيات ،صويتيات، المحجلات والكثير الكثير من أسماء الخيل لاتي لا يحضرني أسماءها وهذا ما أذكر منها ولسوف أتي على ذكرها إن سمحت الظروف وكان العرب ينسبون اسم الفرس لصاحبه فمثلاً يقال عبية بن عتيق او كحيلة بن سالم وهكذا ومنها تتفرع عدة أسماء يطلوقنها العرب عليها ولكنها تظل محتفظة بأسمها المتعارف عليه عند العرب جميعاً فمثلاً من يطلق عليها إسم خاص له مثل الهذله أو السمراء أو الشهباء او هبوب الريح أو الجاقوار أو الأدهم نسبة للون وهنا دعوني أذكر من ألوان الخيل ولها عدة ألوان مثل السوداء والبيضاء والحمراء والكحلية والرمادي والأدهم والكثير من الألوان وللون نظرة لدى الفرسان وهم يقتنون الخيل حسب أذواقهم وما تختاره النفس ويطيب له الخاطر .. وهذا ما جاء معي في الشرح عن هذه المخلوقات التي أحبها الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وقد أحبها العرب والمسلمين طاعة لله ورسوله كما احبوها من قبل وبزيادة بعد ذكرها في أهم الكتب السماوية وأهم كتاب نزل على الأرض ألا وهو القرآن الكريم وقد ذكرت على لسان أعظم البشر سيدنا وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم والتي ذكرها العرب في أشعاره وفي حلهم وترحالهم وللحديث عن الخيل الكثير الكثير وعسى المولى عزوجل يوفقني في البحث والتقصي ويكون للحديث بإذن الله تعالى بقية وحتى نلتقي لكم مني أطيب المنى وأحلى الأمنيات.