الرامس ارث الاجداد وأمل الاحفاد

و تراٍث آل حمید فی الحجاز 

في خاطري وفي خواطرالألوف أمثالي لا يمثّل الرامس فقط تلك المساحة من الأرض المطلة على ضفاف الخليج الفارسی  تتناثر فيها المزارع هنا وهناك لتشكل واحدة من سلاّت الغذاء المحلية مقدمة للوطن العزيز ثمرة مميزة، مازال الباحثون في المراكز العلمية يبحثون عن اسرار هذا التميز الذي طبقت شهرته الآفاق فأصبح حقيقة لا يجوز التغافل عنها أو تجاهلها بأي وجه من الوجوه.وعلى ذلك فإن الوجدان الشعبي المرتبط بأرض الرامس هو في الواقع أكبر من مجرد احساس بقيمة ارض مهما كانت مساحتها وموقعها، إنه احساس مرتبط بتلك القيم النبيلة السامية التي اكتنفتها طبيعة الظروف التي تأسس ونشأ في خضمها هذا الكيان، والهمم الكبيرة العالية التي تولّت حمايته وصيانته من مختلف الضربات والهجمات والازمات على مرِّ التاريخ، إنه ذلك الارتباط الخفي بين هذا الانسان الذي أبصر النور من حوله ليرى نفسه في واقع هو أشبه بالحلم وحلم هو أشبه بالواقع..هو عبارة عن مزيج فريد بين أغوار التاريخ وآفاق الجغرافيا واحلام المهندسين..هذه هي أرض الرامس في وجدان المجتمع المحيط به، هذا المجتمع الذي دفعه شعوره العميق بالظمأ والشوق الى تلك القيم العريقة فحدى به للبحث والتنقيب عن ضالته المنشودة ليدخل من بوابة الزمان الى عالم المكان علّه يجد هويته الضائعة المنسيّة المفقودة. ونحن عبر هذه المقالة سوف نسلط الضوء قدر الامكان على الرامس في أكثر من بعد ونحو أكثر من اتجاه في محاولة للكشف عن هذا المكان باعتباره رمزاً من رموز المنطقة ومعلماً من معالمها لا على الصعيد التاريخي والجغرافي فقط بل وحتى على الصعيد الانساني ايضاً.